المصطلحات العلمية في أوعية الكترونية!!

السلام عليكم ورحمة الله..



من المعلوم أن الوسيلة التقليدية لجمع ونشر المصطلحات العلمية كانت ولا تزال إلى حد ما في الوقت الراهن، تتم بالمعالجة الورقية التي يرجع تاريخ أقدمها إلى اللغة الصينية، ولعل معجم يوبيان ومن بعده معجم شووان قبل 150 سنة من ميلاد عيسى عليه السلام، هما أولى المعاجم الموثقة تاريخيا، وان كانت هناك محاولات ورد ذكرها للبابليين والآشوريين في حضارة مابين النهرين في التأليف المعجمي، ثم تلا ذلك المعاجم الهندية التي يرجع أقدمها إلى القرن الخامس الميلادي، ثم المعاجم اليونانية التي لا يستبعد الباحثون إطلاع العرب عليها وتأثرهم بالمعاجم العلمية المختصة منها.



ويعزى –بحق- لليونانيين مرجعيتهم للمعاجم الغربية الحديثة، ويشير تقصي جذور العمل المعجمي في اللاتينية إلى عام 1440 م تقريبا، ويذكر أن كاستون Caxton أو من قام بتأليف المعاجم من اللغة الإنجليزية لللاتينية أو من الفرنسية إلى الإنجليزية عام 1476م.



ومن غير المنصف أن نتجاوز في هذا المجال الحديث عن جهود أجدادنا في التأليف المعجمي عامة، وتقتضي الحقيقة وقفة عند احد الإعلام من أجدادنا وهو ابن سيده الاندلسي الذي كان كفيفا واستطاع مع ذلك أن يؤلف ما يقارب عشرة كتب منها معجمين هامين هما (المحكم) ويضم عشرين مجلدا، وكتاب (المخصص).
ويكفي هذا الضرير الجليل فخرا أن احد كبار المستشرقين الإنجليز وهو ادوارد لين قد شهد له واخذ عنه واعتمد عليه في تأليف معجمه الشهير (مد القاموس).



وقد تواصل وتعاظم العمل بالمعاجم نتيجة تفاعل أقطار وأمم العالم المختلفة وتطور وسائل الاتصال المتعددة فازداد الإقبال على الترجمة وتصاعد الاهتمام بها مما عزز نمو الطلب على المعجم عموما والمعاجم العلمية المتخصصة بشكل خاص.



حيث أن المعاجم هي الأداة الوحيدة لانتقال وانتشار المصطلحات العلمية بالتزامن مع الكشوفات العلمية في شتى مناحي المعرفة..



وفي عام 1926 م بدأ تكوين أسس علم المصطلحات وتأسست المنظمة العالمية للمقاييس (الآيزو) التي كلفت بوضع الأسس والأساليب المستخدمة في بناء المصطلحات وتقديمها والتنسيق الدولي في هذا المجال.
وفي الوقت الراهن أصبح علم المصطلحات يغطي؛ إضافة للأسس والأساليب المستخدمة في بناء المصطلحات؛ التحرير العلمي وقواد الترجمة والمعالجة الآلية للغة.
ومع التطور المذهل الذي شهده العالم منذ السبعينات من القرن الماضي في علوم وتقنيات الالكترونيات والحاسبات، ومع نمو علم المصطلح وتضافر الجهود للاهتمام به، بدأت تنتشر تدريجيا صناعة المعاجم والقواميس المحوسبه وأخذت تتبوأ بدورها مكانه متنامية في الصناعة المعجمية، كما ساعدت القدرات الفائقة للحاسوب على دفع وتعميق الدراسات المتصلة باللغات والنصوص.








~~المعاجم المحوسبه~~



شكل التواصل اللغوي بين الشعوب عامل إضافي في زيادة الطلب على المعاجم وترويج صناعتها عموما.
ونسبة لموقع الصدارة الذي تحتله اللغة الإنجليزية إعلاميا وبخاصة في المجالات العلمية والتقنية فقد هيمنت دور النشر البريطانية الأمريكية على أسواق التعامل بالمعاجم المحوسبه، ويأتي في طليعة دور النشر الواسعة لهذه المعاجم OUP ودار Collins ودار Longman .







~~بنوك المصطلحات~~



كان من ابرز النتائج العلمية والتقنية في الربع الأخير من هذا القرن تطور صناعة الحواسب بقدراتها المختلفة وأسعارها المتداعية والتي ارتاحت توظيف استخدامها في شتى المجالات، كما أدت الاكتشافات العلمية والتقنية إلى استحداث وتراكم هائل في المصطلحات العلمية المقابلة لهذا الانفجار المعرفي، والى ظهور الحاجة لاستثمار القدرات الحاسوبية في احتواء ومعاملة هذه المصطلحات وتسخيرها في توثيق ودفع الحركة العلمية وتعميقها من جهة، وانتشارها أفقيا من جهة أخرى.
وفي هذا السياق برزت بنوك المصطلحات للوجود عام 1968م حيث باشرت شركة سيمنز الألمانية في مدينة ميونخ تأسيس أول بنك مصطلحات علمية.
وفي عام 1975م بدأت المجموعة الأوربية تأسيس بنك المصطلحات في لوكسمبورج لخدمة دول المجموعة، ثم بوشر في كندا عام 1997م بناء بنك المصطلحات الكندي، وهكذا تبلورت أهمية هذه البنوك القادرة على احتواء الكم المتنامي من المصطلحات والمعلومات المرتبطة بها.
حيث أشارت التقديرات في تلك الفترة إلى ظهور واستحداث ما يقارب خمسين مصطلحا يوميا، أي ما يقارب ثمانية عشر ألف مصطلح سنويا، وهذا ما يفسر الاتجاه الدولي المتزايد لبناء البنوك الآلية للمصطلحات نتيجة للقصور الواضح في إمكانية احتواء هذه المصطلحات بطرق النشر المعجمي التقليدية.







~~البنوك العربية للمصطلحات~~



انشات بعض المؤسسات العربية عدة بنوك للمصطلحات ساهمت في تعزيز الجهود العربية الموجهة لحل إشكالية تعريب العلوم، ومن هذه البنوك ما يلي:



بنك معربي:
تأسس هذا البنك عام 1978م في الرباط كنتيجة لتعاون المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية ومعد الدراسات والبحوث للتعريب.



البنك الآلي السعودي للمصطلحات:
تأسس في الرياض عام 1983م من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية حين كان مسماها المركز الوطني السعودي للعلوم والتكنولوجيا.
في عام 1986، بدا البنك بالإدخال الفعلي للمصطلحات التي أقرتها مجامع اللغة العربية ومكتب تنسيق التعريب ومن ثم وضع استراتيجية خاصة به قام بتنفيذها بشكل هندسي مدروس.
يضم البنك حاليا مجموعة ضخمة من المصطلحات موزعة على مختلف التخصصات.



بنك المصطلحات الأردني:
تأسس عام 1985 من قبل مجمع اللغة العربية الأردني لتخزين المصطلحات العلمية والفنية لأغراض الترجمة والتعريب، وإتاحة المصطلحات العلمية للباحثين عن طريق الاتصال المباشر.



المصدر: مجلة العلوم والتقنية الصادرة عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
العدد 64 - شوال 1423 الموافق ديسمبر 2002







تعليق بسيط مني:



إنشاء بنوك المصطلحات والمعاجم المحوسبة العربية مهم لنا جدا كعرب مسلمين نريد الحفاظ على هوية لغتنا العربية ومواكبة الكم الهائل من المصطلحات العلمية نتيجة التدفق العلمي الذي يشهده عصرنا الحاضر..
قاموس الموسوعة العربية ما هو الا محاولة جادة وخطوة موفقة بإذن الله لاحتواء كافة مصطلحات الحاسوب والإنترنت مع وضع تعريف وشرح كامل لكل مصطلح تقني في إطار لغتنا العربية وفي ظل هذا الإنفجار المعلوماتي الهائل وظهور العديد من المصطلحات التي يحتاج كل باحث ودارس في علم الحاسوب الى معرفتها والإلمام بها..